الشيخ الروحاني السوسي الشيخ الروحاني السوسي

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سحر الفودو دمى مدفونة في المقابر

 سحر الفودو دمى مدفونة في المقابر 






لطالما اقتصرت أدوات السحر عندنا على وسائل وتقنيات محلية، كالحروز، الحنة، آثار المسحور، الماء المرشوش إلخ.. ولكن حتمية تطوير المهنة وضرورة توسيع دائرة الزبائن، استدعت وأجبرت الكثير من السحرة على الاستعانة بالخبرة الأجنبية، وإدخال تقنيات شعوذية جديدة لسحر الجزائريين، والتنكيل بحياتهم. فأصبحنا نسمع عما يسمى بسحر الفودو، أي سحر الدمى والمجسمات، التي صار مُنظفو المقابر يعثرون عليها مدفونة في قبور الموتى، لإلحاق الأحياء بهم، بإمراضهم وأذيتهم عبر الإضرار بتلك الدمى. فما هو سحر الفودو؟ وما هي مخاطره؟ الإجابات حملناها لكم من تجارب معيشة لعدد من الرقاة.

أغلال وسلاسل وحبال

يمسك أحدهم دمية أو تمثالا صغيرا بين يديه، ثم يبدأ في غرز إبرة في أماكن متفرقة من جسد تلك الدمية. وفي مكان آخر، يبدأ شخص آخر في الصراخ والأنين جرّاء إحساسه بأوجاع في ذات الأماكن التي طُعنت فيها الدمية. هذا المشهد، اعتدنا رؤيته في الأفلام الهندية والأجنبية. وهذا النوع من السحر، يسمى سحر الفودو، الذي يوضح الراقي، لمير بلعيدي، من باتنة أنه: “معروف منذ عهد الفراعنة. واشتهر به الأفارقة، وانتقل إلى أمريكا عن طريق تجار الرقيق. ووصل إلى أوروبا وأستراليا وبعض دول آسيا، كالصين وإندونيسيا والهند، وغيرها من دول العالم، حتى وصل إلى الكثير من الدول الإسلامية، للأسف، ومن بينها الجزائر. وهو عبارة عن دمية أو تمثال يتم صنعه على هيئة الإنسان المراد سحره، ويربط خادم السحر في جسم الضحية مثل خيال له لإلحاق الأذى به. عن طريق أذية الدمية، التي لابد من أن يكون بها شيء من أثر المسحور. وتنسج على الدمية بعض الأربطة والعقد السحرية في نقاط معينة، كالرقبة والكتفين، المرفقين، أصابع اليدين، الركبتين، القدمين وأصابعهما، العمود الفقري. ولهذه العقد مسميات مختلفة. فهي أغلال على الرقبة وسلاسل لليدين، وحبال للقدمين. وهذا السحر شيبه بصلب الإنسان على أعمدة خشبية، لكي لا يبرح مكانه. وقد يُدفن في مكان ما أو يعلق بشكل هوائي.”

دمى مصنوعة من القماش والبلاستيك والخشب

الدمى المستعملة لسحر الفودو، كما يوضح الراقي، لمير لعبيدي: “تصنع من أي شيء في متناول اليد، كالقماش، القطن، القش، الخشب، وتُضم على هيئة إنسان، وتُلبس ملابس من قماش. كما يحرص الساحر على أن تكون شبيهة بالشخص المراد سحره، لكي يكون التأثير أقوى. وأحيانا، يضاف إليها شيء من أثر المسحور كشعره، بقايا أظافره، دمه، قصاصة من ملابسه، وغيرها. ولابد من ترديد ترانيم وتمتمات سحرية وتلاوة طلاسم في أثناء صنعها، مع تجهيز دبابيس وإبر، لغرزها بالأماكن المراد التأثير عليها في جسم المسحور.”

كما قد تصنع تلك الدمى كذلك، مثلما يوضح الإمام الخطيب بمسجد الفردوس بعين الصفراء بولاية النعامة، الراقي مصطفى عمراني: “من العظام، فمؤخرا فقط جاؤوني بعظم على شكل إنسان، مكتوبة عليه طلاسم للتفريق والتمريض. والحمد لله، وفقنا في فك ذلك السحر. كما قد تصنع من الشمع الذي يتم تشكيله على هيئة إنسان ثم يُدفن في المقابر، أو يُرمى في أماكن بعيدة أو خبيثة، كي لا يتم العثور عليها.”

ربط عن الزواج والكلام والعمل

سحر الفودو، من أخطر أنوع السحر، كما يؤكد الشيخ عبد الرزاق يونسي، راق شرعي ومختص في الطب البديل بمركز الشفاء بالقليعة بولاية تيبازة: “وأصله إفريقي، حيث إنه معتمد كدين عند بعض الشعوب الإفريقية. أما أعراضه، فتتمثل في الإحساس بالمرض وآلام متفرقة في الجسم وكثرة الكوابيس في المنام لتسلط الشياطين على جسد المسحور بأشكال مخيفة. أما خطره، فيكمن في كثرة التخيلات والإحساس بالجنون والإرهاق والخوف الشديد..”

ومن خلال عمله بالرقية الشرعية، يضيف الشيخ يونسي: “صادفتني الكثير من حالات سحر الفودو. آخرها، كان لامرأة كانت تشكو من آلام متفرقة في جميع أنحاء جسمها، ما حرمها النوم وجعلها تطرق الكثير من أبواب الأطباء، ولكن، دون جدوى. وعند رقيتي لها، صُرعت وحضر الخادم الذي أقرّ واعترف بأنها تعرضت لسحر الفودو، الذي عُلّق ورُبط في دمية. وبعد تعذيبه بالقرآن الكريم، استسلم ونقض السحر وخرج من جسدها. فشفيت بفضل الله وحمده.”

وخطر هذا السحر عظيم، كما يؤكد الإمام مصطفى عمراني، صاحب مركز الإخلاص للعناية الجسدية والطب التكميلي والرقية الشرعية: “فهو يستعمل للربط عن الزواج، العمل، عن الكلام، عن الإبصار، أو لإمراض المسحور.”

بل، وقد يتعدى خطر هذا السحر، كما يقول الراقي لمير بلعيدي: “إلى قتل المسحور في التو واللحظة. بحرق الدمية أو التمثال أو دفنه مع ترديد بعض الصيغ السحرية.”


التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الشيخ الروحاني السوسي

2016